Wednesday, May 28, 2008

الشباب الجامعي وكيمياء الهروب من الواقع :عبير ورفاقها يحكون عن رحلاتهم مع الإدمان


بدأ إدماني بثلاث حبات يومياً من البنزكسول »، هكذا تشرح عبير 22 سنة المرحلة الأولى من بدئها تعاطي الحبوب المهدئة. عبير طالبة جامعية. أجبرها والدها على التوقف عن الدراسة للعمل وجني المال. تقول «عشت طفولتي في السعودية، وقد تعرضت لتحرش جنسي. والدي كان صارماً وقاسياً معي. بعد توقفي عن الدراسة، تعرفت الى أصدقاء بدأت معهم تجربة حبوب الأعصاب التي كانت نتيجتها هروبي من الواقع وإحساسي في الفترة الأولى بالنشوة والفرح والراحة التي تحولت الى هذيان وهلوسة وسبّبت جفافا دائما في فمي. صرت بحاجة دائمة الى طعام مذاقه حلو». وتضيف «لم تعد تكفيني الحبات الثلاث فبدأت تناول عشر حبات يومياً، عندئذ لاحظ أصدقائي غير المدمنين علامات الإدمان عليّ. أخبروا شقيقتي التي سرعان ما اخذت تهددني بإخبار أهلي بالأمر فحاولت عندها التوقف». تشير عبير الى توقفها عن الإدمان لشهر كامل، بعده «تشاجرت مع أهلي، فأصبت باكتئاب. بدأت العمل في وظيفتين، الأولى معلمة صباحاً في مدرسة والثانية من بعد الظهر كنادلة في مقهى. هنا أدمنت على الترمال Tramal، وتدهورت صحتي، وصرت لا أستطيع تناول الطعام. وظهرت بقع سوداء في أنحاء جسمي وسواد تحت عيني، بالإضافة الى بكاء دائم. فقررت التوقف عن تعاطي هذه الحبوب. وتدريجياً بدأت محاولتي لكنني طردت من عملي لأنني لم أكن أصل اليه في الموعد المحدد، إذ أصبح نهاري ليلاً والعكس صحيح ». وتختم عبير «الآن عدت الى عملي واستعدت نشاطي وعاودت التسجيل في الجامعة». ويشير زياد (24 سنة) وهو موظــف في مكتــب للهــندسة، الى انه لا مشاكل عائلية ولا مادية عنده، لكنه من خلال السهرات التي كان يقضيها مع رفاقه جرّب «حبة السردة»:«ريفوتريل»، ويبرر تعاطيه اياها بأنها «تروّق الرأس وتجعلني هادئا في عملي، لا قهر ولا تعصيب. بالاضــافة الى أنها جعلتــني اجتماعيا ومرتاحا في التعاطي مع الآخرين». ويلفت زياد الى انه في طريقه الى العمل في الخارج. أما محمود (20 سنة) فقد كان يحضر حفلات موسيقية ويسمع الاغاني التي تدعى «Trance»، فدفعته هذه الاجواء الى تعاطي حبوب «XTC» (اللذة الكبرى) التي تتفاعل مع هذه الموسيقى لتعطي نوعا من الاثارة. حبوب متنوعة تتنوع حبوب الهلوسة وتختلف أسماؤها فـ«البنزكسول» المعروف بالـ «B» هو دواء لمعالجة اضطرابات الباركنسون والادوية التي تسبب حالة اضطراب في انحاء الجسم، بينما «XTC» هو مخدر يتلف الخلايا الدماغية ويسبب نموا غير طبيعي لبعض الالياف وفشلا في النمو في مناطق اخرى. المدمنون على «اكس تي سي» يخاطرون بتلف خلايا الدماغ و التسبب بأضرار بالغة للفكر والذاكرة. أما «ال سي دي» فهو عقار يصنع من مواد طبيعية وأخرى كيميائية ويحضر فى معامل سرية. يتم تداوله عن طريق حفظه فى ورق مخصوص على هيئة طابع البريد يحمل أشكالا وألوانا مختلفـة متعددة يوجد منه بعض ألانواع على هيئة أقراص أو مسحوق أبيض اللون أو في صورة كبسولة. يسبب هلوسة للمتعاطي مدتها الزمنية قد تصل الى ما يقرب من سبع ساعات تجعل المتعاطي فى رحلة بعيده جداً عن الواقع ويقع في خيالات قد تؤدي به الى الانتحار أو الموت كما يحدث «ال سي دي» اضطرابات عصبية شديدة. يكون المتعاطي في حالة هستيرية مهلوسة ويظهر عليه التهيؤات والتخيلات ما يجعله يهذي بكلمات وأفعال، فيما يسكّن دواء «ترامال» الآلام المتوسطة والشديدة، جرعته اليومية يجب ان لا تتعدى 400 ملغم، وهو يسبب دوخة، صداعا، دوارا، نعاسا، إمساكا، غثيانا، ارتباكا، هلوسة، عصبية، طفحا جلديا، زغللة في الرؤية، وفي حالات قد يسبب صعوبة في التنفس وقابلية للانتحار. وهذه الحبوب يمنع ان تباع بدون وصفة طبية. أم النور تقول المديرة العامة لمركز أم النور للوقاية من المخدرات واعادة التأهيل منى اليازجي، ان حالات كثيرة من الادمان على الحبوب المهدئة تأتيهم، وهذه الحالات تكون نتيجة لوضع نفسي. تشير اليازجي الى انه «مهما اختلفت البضاعة المدمن عليها فالنتيجة ذاتها. والتأهيل في مركزنا هو عمل سلوكي تربوي اجتماعي، كي يعاد المدمن الى سلوكه الطبيعي. ويكون ذلك بالمعالجة النفسية ولقاءات حوارية ووحدات عمل، حتى يكتشف الاسباب الحقيقية كي يرجع الشخص الى حالته الطبيعية». وتضيف «تهدف جمعية ام النور الى تحقيق التعفف الدائم وتحسين قدرة المريض على التفاعل، والتقليل من التعقيدات النفسية والطبية لتعاطي المخدرات، بالاضافة الى اعادة المريض الى الاتجاه الاجتماعي السليم». برنامج علاج المريض يستمر من 12 الى 18 شهرا. يدعم المريض طبيا، نفسيا، اجتماعيا، قانونيا وروحيا. يعتمد مع المريض علاج المجموعة ويتابع بشكل مستمر لاعادة دمج المريض مع المجتمع. لدى الجمعية فريق مؤلف من مستشارين، مدمنين سابقين، عاملين اجتماعيين، معالجين نفسيين، أطباء ومحامين. وتلفــت اليازجـي الانتباه الى انه «اكبر نسبة من المدمنين هم شباب. يعيشون قلقا: الوضع العائلي، الاقتصادي. وقد تعود اسباب الادمان الى ضغط المجموعة التي يرافقها الشخص او اسباب اخرى».وتعيد اليازجي استخدام عدد كبير من الأفراد هذه العقاقير الصيدلانية ـ مع او دون وصفة ـ الى «اعتقادهم انها تساعد على مواجهة المشاكل والصعوبات فى حياتهم اليومية. ومن بين هؤلاء افراد من كبار السن من المواطنين الذين يواجهون العزلة، والشبان المعرضين لتزايد المسؤوليات، والاجهاد، أو اختبار احداث مأساوية. مشاكل النوم هي في كثير من الاحيان سبب للاستشارة الطبية. سواء بصفة موقتة أو عرضية، فإنها يمكن ان تصبح مزمنة.

فاطمة قاسم

السفير5-12-2007

1 comment:

Professor in Mass of Communication said...

Dear Fatima

your trial of making a blog is a step forward, but some few remarks to ameliorate it
First im sure you forget the lesson of E-journalism that paragraphs not more then 300 words.

Second you don’t need to mention that your in the third years , you are a journalist now
Third you need to make a list of links include our blog

And where is your comment on our blog ( I like what you wrote so send it ) ?

In the end good luck and forward in your work life

Yours Dr. Hammoud