Saturday, May 22, 2010

ضحايا الحوادث المرورية وأهلهم فضفضوا إلى «الراي» عن معاناتهم والألم الذي يعتصرهم







بيروت - من فاطمة قاسم

ثلاثة قتلى يومياً، هذا معدل ما تسببت به حوادث السير في لبنان في العام 2007، حسب جمعية «يازا» الناشطة في مجال مكافحة هذه الظاهرة، والحصيلة 850 قتيلاً و10500 جريح. وهذا الرقم مرشّح للزيادة بنسبة 20 في المئة نهاية السنة الحالية إذا استمر إهمال معالجة مشكلة حوادث السير وتركها على وضعها الحالي.
غيبوبة... وعودة الى الحياة
بلال حليمة احدى ضحايا حوادث السير. ذاكرته الحادة ترجع بالزمن الى الوراء 18 عاماً وتعرض المشهد بتفاصيله الدقيقة وكأنه يحدث الآن. يستعيد بلال تاريخاً أليماً مر عليه وغيّر مجرى حياته الى الأبد: «قبل أن أُغمض عيني للمرة الأخيرة قبل الغيبوبة، أتذكر أنني كنت على باب مستشفى الجامعة الأميركية، عندما وضع الأوكسجين على فمي، ورحت في غيبوبة استمرت ستة أشهر».
بوجهه المبتسم دوماً، استقبلني بلال في مقر عمله في جمعية «المساعدات الشعبية النروجية». كان يهم بالانطلاق الى دورة تدريبية للغة الإنكليزية، لكنه توقف ليتحدث عن الحادث الذي كان ضحيته الوحيدة بلال نفسه، إذ كانت للحادث عواقب وخيمة.
طار أمتاراً
ويروي بلال أن 28 ديسمبر 1990 التاريخ المشؤوم الذي يحمل في طياته ذكرى لن ينساها طوال حياته: «كان عمري آنذاك 11 عاماً ونصف العام، وكنت في الصف الثاني المتوسط لم أكن قد قضيت شهرين من السنة الدراسية بعد. وبينما كنت أنزل منحدراً في منطقة الكولا في بيروت، أحنيت رأسي أرضاً لألتقط غرضاً، فما كان من سائق احدى السيارات إلا أن صدم رأسي بسيارته لأطير أمتاراً عدة، ثم أتبعها بضربة أخرى لست أذكر أين كانت. لم أشعر حينها بأي ألم، ولم تنزل ولا قطرة دم من جسدي. ومن قوة السرعة، ارتطمت السيارة في سياج جسر الكولا وتهشمت كلياً، لكن السائق لم يتضرر».
استيقظ طفلاً صغيراً
ويتابع «بقيت واعياً حتى باب المستشفى، عندما تم وضع الأوكسجين على فمي، غبت عندئذ عن الوعي، ولم يكن ظاهراً إذا ما كنت سأعيش أو سأموت».
كان بلال بحال الخطر الشديد في الأشهر الثلاثة الأولى من الغيبوبة «كانت تنتابني هزات قوية بينما كنت في الغيبوبة. خلال ذلك الوقت كان الدم لا يزال متجمداً في دماغي، لكنه نزل عندئذ من أذني. وعندها ارتاح الأطباء وعرفوا أنه لا يزال هناك أمل وأن جسمي لا يزال يعمل. وفي الشهر السادس بعد الغيبوبة، استيقظت. كنت كالطفل الصغير، أحتاج الى المساعدة في كل ما كنت أقوم به. أتذكر أن الكل هجم علي والبيت انقلب مجدداً وتنفس الصعداء، أول كلمة نطقت بها كانت (جدتي، بدي إشرب). والمرة الأولى التي مشيت فيها كانت في العام 1993. بعدها أفقت وصرت أتابع علاجاً فيزيائياً في جمعية المساعدات الشعبية النروجية».
ضربة الرأس والإعاقة
بلال يروي قصة الحادث، ويتنقل في أرجاء المشغل، تارة يدلني على الأغراض التي يعمل بها وطوراً يتحدث مع زبون دخل كان بحاجة الى مساعدة، ثم يكمل بلال «كنت أعاني شللاً دماغياً، تَأَثَرت أعصابُ يدي اليسرى ورجلي اليمنى أيضاً، ومازلت أضع لها جهازاً حديدياً حتى الآن. وفي العام 1993 سافرت الى رومانيا للعلاج الفيزيائي. تحسنت تقريباً 80 في المئة ثم رجعت فأكملت دراستي في مدارس الأونروا حتى صف الشهادة المتوسطة. بعدها دخلت جمعية (قوس قزح) وعملت في صناعة كراسي المعوقين المدولبة لمدة عامين من العام 1996 إلى 1998. كنت أصنعها صناعة كاملة. كان عملاً مرهقاً جداً، ولم يكن المردود منصفاً، فانتقلت الى النروجية».
هنا، ارتسمت على وجه بلال ابتسامة عريضة حين كان يحاول أن يصف شعور فرحه بالرحلة التي حصل عليها في العام 1999. «ذهبت الى النروج لمدة عشرة أيام، وكانت الرحلة التي رفعت معنوياتي. كانت نفسيتي متعبة للغاية بسبب الظروف التي مررت بها، وكنت بحاجة الى كلمة دعم ووقفة الى جانبي. استقبلوني في النروج استقبالاً باهراً، وأنا في شكل خاص قُيّمت أفضل تقييم، وعندما عدت، كان قد حلّ شهر رمضان، وبدأت مباشرة في العمل في أجهزة المعوقين. أنا أعمل في تركيب وصنع الأطراف، أقوم بالصب والتنعيم حتى تصير كالأطراف الحقيقية عبر مراحل تصنيعها، أصنع الأطراف المخصصة من الفخذ إلى الركبة أو من نصف الفخذ الى الحوض أو حتى أسفل القدم».
خلال عامين، تعرف بلال الى جمعية اتحاد المقعدين اللبنانيين، قدموا له دورات تدريبية عدة، كما ساعدته «النروجية» أيضاً. يقول بلال «طوّرت نفسي ودرست الكمبيوتر»، وذلك كله في ثمانية أعوام.
ضمن نشاطات اتحاد المقعدين اللبنانيين، يشرح بلال أنه «كانت محاولات حثيثة للدمج بين الأسوياء والمعوقين، ولا يعتقد أن ذلك نجح في كثير من الأحيان، إذ إننا أقمنا مرة مخيماً صيفياً في صغبين، وكانت مؤسسة التنمية للبيئة والإنسان موجودة، وكانت مجموعات من الأسوياء تجلس منفردة. انزعجت كثيراً ونقلت ذلك إلى المسؤولة، وكانت محاولتي ناجحة، فعاد الدمج وتحسن الوضع. في آخر نهار، كان الوداع مؤثراً، وبكت إحدى الفتيات، فبكيت معها».
يرجع بلال الفضل والشكر لله ثم لوالديه ويقول: «أمي وأبي كانا الشخصين الأهم في أصعب مرحلة في حياتي، وكانا أكثر المتأثرين بوضعي، وأنا أقدر ذلك كثيراً وأُجلّ.ه».
جاكلين والحادث الأليم
بعد أيام قليلة من انتهاء العدوان الإسرائيلي في يوليو 2006، وبينما كانت رنين في طريق العودة إلى بيت أهلها في جبيل، وبسبب غياب الإنارة، لم تنتبه إلى إشارة التحويل على جسر المعاملتين الذي كان مدمراً بفعل القصف، فارتطمت سيارتها بحاجز الباطون وانقلبت في الوادي واشتعلت فيها النار. الأم، الفنانة، جاكلين خوري لم تكد الحياة تبتسم لها بعد زواجها وسفرها إلى الولايات المتحدة، إذ كانت تنتظر توأماً، حتى صفعت برحيل ابنتها رنين من زوجها السابق فادي لبنان. ولم تستطع جاكلين حضور مراسم الدفن لأنها منعت من السفر بسبب حالتها الصحية فقد كانت حاملاً بتوأم. خبر الفاجعة أدخلها المستشفى، حيث خسرت أحد الجنينين، في وقت كان الخوف على حياتها التي كانت في خطر، فقد ولد الطفل الآخر قبل أوانه.
أشتاق اليها كل لحظة
تقول جاكلين انها من وقت الى آخر تحس بالفاجعة في شكل فظيع فتبكي بجنون «أشعر أن طفلتي معي، أشتاق اليها كل لحظة هي دائماً في بالي لا تغيب عن تفكيري أبداً».
ورنين ابنة الـ 22 عاماً كانت تقيم في منزل جدّتها لأمها، بعد زواج جاكلين وسفرها، فقد اطمأنّت عليها بعد أن أصبحت شابة، لكنّها حرمت من ابنتها التي ضحت لأجلها بشبابها، فرفضت الزواج بعد طلاقها، خوفاً على مشاعر طفلتها التي كانت تصرّ عليها دائماً أن تعود إلى عالم الفن، كانت تتحسر لأن والدتها ابتعدت عن عالم الأضواء، ففي أكثر من مناسبة صرحت جاكلين بأنها ستعود إلى الفن إرضاء لابنتها التي كانت تحلم باستعادة نجومية والدتها التي تربّعت على عرش الجمال، قبل أن تقرر الانتقال إلى الغناء.
رنين كانت نقطة ضعف والدتها، فحين انتقلت للإقامة في المزرعة في برنامج «الوادي»، بكت أكثر من مرة، لأنها اشتاقت إلى رنين، فهي لم تعتد على فراقها.
سرعة أم إهمال؟
«بالغلط عرفت بالحادث، اتصلت صديقة رياض من المخفر، نهار الأحد الساعة العاشرة، وقالت إنه تعرض إلى حادث، وأخي أحمد برفقته. قالوا إن الحادث كان على طريق صيدا القديمة، بينما الحادث كان على طريق خلدة، فبدأ قلبي بالغليان»، يقول عصام القيسي، أخو أحمد، الذي أودى حادث سير بحياته منذ أعوام أربعة، ويضيف: «انطلقت إلى المخفر لابساً ثياب النوم، سألوني ما هي القرابة بينكما، وأخبروني أن كل من كان في السيارة قد مات. توجهت مع أصحابي إلى مستشفى بعبدا، فتشت عن أحمد لمدة ساعة، حتى عرفت بوجود البرادات. بينما كنت أنتظر، تقدم إلي أحد أصدقاء أحمد وقال الله يصبرك».
أحمد ورياض وحسام داخل السيارة، يتوجهون إلى بيروت. فجأة، تحول سير السيارة من خط النزلة إلى خط الطلعة، واصطدمت بسيارتهم سيارة أخرى تقودها عائلة الدغيلي، التي احترقت. مات كل من كان في الحادث: أحمد وصديقاه ورجل وزوجته الحامل وطفل.
يعتقد عصام، الأخ الموظف في الجامعة العربية في قسم الموازنة، أن سبب الحادث إهمال البلدية والدولة، إذ لم يكن الحاجز النصفي الحديدي موجوداً، «فلو كان موجوداً لكانت السيارة ارتطمت به ولم تذهب إلى الجهة الثانية. وحتى الآن الطريق لم تصلح ومازالت ذاتها».
توجه عصام الى القضاء بعد الحادث وكان ينوي رفع دعوى، «لكنني تراجعت لأن المصيبة حصلت لا شيء سيعوض الذي ذهب. لا أريد أن أرفع دعوى على البلدية ولا على أحد لأن قدر أحمد أن يموت في الحادث».
وعن تقرير الخبير، يذكر عصام أنه تضمن معلومات مفادها أن «سيارة طلعت من جهة إلى أخرى لكن السبب الحقيقي لم يظهر».
نوبات آلام
تغيّر نمط الحياة اليومية لعائلة أحمد بعد الحادث، وبعد مرور أعوام أربعة مازالت والدة أحمد ووالده متعبين، ويعيشان على أدوية الأعصاب، يقول عصام: «أبي عنده ضغط، وأمي مازالت حتى اليوم تعاني من نوبات عصبية ليلاً. لكن الحياة تستمر، أختي تزوجت والثانية في دبي، وأنا مازلت أنام مع أهلي، في وقت كنت أنام معه في غرفة الجلوس، وتبقى حالة أهلي هي الأصعب».
عند ذكر الحادثة، مازال عصام يحس بالذنب: «ما يزعجني أنني كان يجب أن أكون معه. لقد توسل إلي أن أذهب معه لكنني لم أرضَ. كنا على شجار طوال الوقت، ولكن للمفارقة، في يوم الحادثة، خرجنا معاً بالسيارة ورفض الجلوس في الأمام، وجلس في الخلف وحده».
ينصح عصام الشباب أن يفكروا بعقولهم لدى قيادتهم السيارات، ولكن «الحادث إذا كان مقدراً أن يقع... فسيقع. لا شيء يمنعه».
«مرت على خير»
«حظي من السماء»، هكذا يصف خالد قاسم حادثي السير اللذين تعرض إليهما، «الحادث الأول كان بسبب سائق (فان) أردت أن أتجاوزه بدراجتي النارية، فاستخدم الفرامل مما جعلني أصطدم به. كان حادثاً مرعباً، ولولا ستر الله لكنت تكسرت أو متّ، كانت خسارتي مادية فقط. أما الحادث الثاني المروع فقد تعرضت إليه عند قيادتي دراجتي على طريق المطار، كان المازوت على الأرض غير مرئي، دست الفرامل، فتزحلقت وانقلبت وكانت سيارة مارة بيني وبينها مسافة قليلة، لكنها لم تدهسني ومرت على خير».
وعن «التفنن» بقيادة الدراجة يعترف خالد «أنا أشفط فيها إذا كانت الأرض جافة، لكنها وقت المطر تصبح خطرة، عندئذ أتمهل». وعن تدابير السلامة، لا يلتزم خالد بوضع الخوذة «لأنها تشعرني بالحر، مع أنني حُجزت ثلاث مرات بسببها».
خالد حديث العهد بالقيادة أصلاً، يقود منذ عام فقط. «الشبوحة» هي لقب دراجة خالد المشهورة في المنطقة، «هي مسجلة لكن عليها رسو ميكانيك لستة أشهر، وأنا لا أحمل إجازة سوق. احتجزني الجيش مرة لأنني كنت أتجول بعد الساعة السادسة، مع أن القرار لم يكن معمماً حينئذ. أنا أقود (الشبوحة) لأنها أوفر».
«الحزام يزعجني»
نشوة يجدها أحمد فوعاني (22 عاماً) عندما يختبر جنون السرعة على طرق العاصمة، وخصوصاً «نزلة السلطان إبراهيم». يرى أنه يحقق ذاته من خلال القيادة السريعة، لكن يفضل عدم اصطحاب أحد معه أثناء الاسراع كي لا يعرض حياة أحد أحد إلى الخطر. لا تهنأ له القيادة ما لم ينازل جميع من يحاول تجاوزه على الطرق، حتى لو كان في ذلك خطر على حياته وحياة الآخرين، يهوى أحمد السباقات على الطرق العامة والأوتوسترادات لما فيها من تحدٍ ومتعة، لا سيما الدخول والخروج بين السيارات».
ورغم تقصير الدولة تقع المسؤولية أيضاً على قلة اكتراث الشباب للتدابير الأمنية ورغبتهم بالقيام بحركات في القيادة تلفت نظر الناس اليهم. وبسبب هذا العشق والوله بالسرعة، تزيد نسبة الاحتمال بتحول الشباب الى مشاريع ضحايا.
يتحدث أحمد عن حادث تعرض إليه: «كنت خارجاً من طريق فرعية بالقرب من بيتي، فاصطدمت سيارة أجرة بسيارتي من الخلف، وكان السائق الآخر مقبلاً بسرعة فارتطم بالحائط. وتم نقله الى المستشفى». عن إجراءات السلامة يقول أحمد: «لا أضع حزاماً لأنه يزعجني نفسياً، أشعر أنني إذا وضعته سأتعرض إلى حادث. أضعه فقط عند حواجز التفتيش».
أما بالنسبة إلى الدراجات النارية، فيقول: «دراجتي النارية ليست شرعية، أقودها فقط في الضاحية. أستعملها في المشاوير القريبة فقط ، فهي وسيلة أسرع من السيارة، أستعملها ليلاً، أحلى من السيارة... عجقة وبنزين». ويتفاخر: «لا أضع الخوذة، (شو بدي ضحك العالم عليي؟) ليس معي دفتر قيادة. أنا أصلاً لا أستخدمها كثيراً لأنني أعتبرها خطرة». وبالنسبة إلى جسر المشاة يقول: «ولا مرة طالع على جسر المشاة، أصلاً لا أنتبه الى وجوده».
«اليازا»
جمعية «يازا» كانت أصدرت تقريرها السنوي عن الوضع المروري في لبنان للعام 2007 الذي أشار إلى أن الأزمات السياسية الحالية في لبنان كانت السبب الرئيسي في التفاقم الكبير لمشاكل الحوادث على الطرق عبر تراجع أداء معظم الإدارات والوزارات المعنية في شؤون سلامة السير، مما أدى إلى تسجيل أرقام قياسية في جميع أنواع الإصابات في جميع المحافظات اللبنانية.
كما اعتبرت «يازا» في تقريرها السنوي أن حوادث الطرق ستستمر في تسجيل أرقام قياسية في العام 2008، إذا استمر التقصير المزمن في تطبيق قانون السير. كذلك أكدت أن الحُفَر تزداد على الطرق العامة وأن صيانة الطرق أصبحت شبه غائبة مع الإشارة إلى الآثار السلبية الناجمة عن التأخر في صدور قانون سير جديد وعصري.
وأكدت «يازا» التزامها مواصلة النضال لمواجهة مشكلة الحوادث ورفع مستوى السلامة العامة في لبنان رغم الظروف الراهنة التي يمر بها لبنان.

رسالة رنين

الفنانة جاكلين خوري التي استُضيفت في برنامج «سيرة وانفتحت» على شاشة «المستقبل» قرأت رسالة كتبتها ابنتها رنين ووجدت بعد أشهر على وفاتها، وهذا أهم ما جاء فيها:
«لشخص ما، في مكان ما...
في بعض الأحيان أتساءل: لماذا أتعرض لسوء المعاملة؟ (...) لماذا عليّ أن أغيب أو ربما لماذا جئت إلى هذه الحياة في البداية؟ أعرف أمراً واحداً: لقد وُهبت شيئاً حرّكني... غيّرني... وجعلني الشخص الذي أنا عليه اليوم. لقد وُهبت الحياة. أنا حية. أعيش وارتبط بهذا الشيء... الذي حدث لي والذي مازال يحدث حتى هذه اللحظة. أبكي كثيراً... ويحدث أيضاً أنني ابتسم كثيراً. البعض قد لا يبالون ولكن هذا أكثر بكثير من عادي... إنه أمر كبير وخارج عن السيطرة: إنها الحياة. لا أريد ان أذهب. لا أعرف إذا كنت مستعدة لقبول حقيقة إن مخلوقات مثلي قد تغادر... تعلمت من الحياة ليس لأنها فرصة لا تعلم ولكن لأني أحب أن أعيش. لأنها جزء مني وأنا جزء منها ونحن متكاملان. لست خائفة من الموت. كيف يمكنني أن أخاف من الراحة... من اكتشاف ما بعد الحياة... من عبور الخط؟ إلا أنني لست جاهزة بعد... أحياناً أشك في معتقداتي: ماذا لو كنت مخطئة؟ ماذا إذا كان الناس لا يعبرون الخط بل فقط يختفون؟ فقط ينتهون؟ هذا ليس ممكناً. أعتقد أني هنا من أجل هدف ما... لغرض ما. خلق الله هذا العالم جميلاً حتى الكمال... ومعقداً حتى استحالة الفهم. لذا لا يمكن أن تكون الحياة بلا سبب أو بلا قيمة... آمل أن تعرف أنك السبب الذي جعلني أعرف كيف أحب. أنت السبب في أنني أصبحت مؤمنة. وأنت السبب الذي سيدفعني لأن أترك بصمة... كي لا أُنسى... لأعيش حتى بعد أن أغادر... فلا تتخلّ عني».



الراي الكويتية

No comments: