Wednesday, May 28, 2008

«غرينبيس» تطلق حملة «دفاعاً عن متوسطنا»


في وسط تجمع طلابي هزيل، وفي ظل عدم مبالاة لافت من المحيط السكني والشعبي، بدأت «غرينبيس» سلسلة أنشطة بيئية من مدينة صيدا امتدت على مدى يومي السبت والأحد الماضيين ضمن الحملة التي أطلقتها تحت شعار «دفاعاً عن متوسطنا». تتضمن الحملة القيام بجولات على طول الشاطئ اللبناني للتوعية حول مخاطر تلوث البحر المتوسط واهمية إنشاء شبكة محميات بحرية. تخلل النشاط نصب خيمة لـ«غرينبيس» على الكورنيش مقابل قلعة صيدا البحرية وتنظيم معرض للصور وعرض فيلم وثائقي بعنوان «المحميات البحرية من أجل تعافي المحيطات». كما تضمن لقاء مع رؤساء بلديات واتحادات ونقابات الصيادين وممثلين عن منظمات أهلية وبيئية بالاضافة الى طلاب من ثانوية المقاصد الخيرية. وشرحت مسؤولة حملة المحيطات والبحار في «غرينبيس المتوسط» غالية فياض خلال حديثها لـ«السفير» «ان الجولة تهدف في المرحلة الاولى الى تسليط الضوء على المخاطر المحدقة بالبيئة البحرية وتقديم الاقتراحات لإعادة البناء والحفاظ على المواطن والانظمة البيئية عبر انشاء شبكة من المحميات البحرية». وأشارت فياض الى «ضرورة المشاركة وتبادل الآراء حول هذا المشروع مع المعنيين من الهيئات والمنظمات من أجل توفير الدعم لإنشاء المحميات». كما أكدت «ان العمل الفعلي يبدأ في المرحلة الثانية عندما تبدأ الوزارات المختصة في المشاركة في عملية إصدار مشاريع القوانين ». المتوسط يتعرض للنهب وترى «غرينبيس» ان البيئة البحرية تتعرض للنهب والتدمير المنتظم بسبب الصيد الجائر، والصيد غير المشروع، والتلوث والتغير المناخي. لذلك يلزم انشاء شبكة من المحميات البحرية في المتوسط من اجل حماية صحة وحياة البشر والانواع الاخرى التي تعتمد عليه لتحيا، اذ يشكل المتوسط صلة وصل بين افريقيا، آسيا، وأوروبا، وتمتد سواحله على 46 الف كلم تتشاطرها 19 دولة. هذا المورد الغني يغذى الحضارة البشرية منذ آلاف السنين لكنه اليوم مهدد بالزوال. نظرا الى انغلاق البحر الابيض المتوسط شبه الكامل، تحتاج مياهه الى حوالى 100 عام كي تتجدد. وبيئته الفريدة تحضن مجموعة هائلة من الانظمة الحيوية بما فيها مروج أعشاب البحر والتيارات الباردة والوهاد التي يصل عمقها الى 5000 م. يضم المتوسط اكثر من عشرة آلاف نوع تشكل بين 8 و9 بالمئة من التنوع البيولوجي في العالم في مساحة لا تتجاوز 0.7 بالمئة من مساحة المحيطات. وبعض هذه الانواع ـ على الاقل ربعها ـ فريد من نوعه ولا يتواجد الا في المتوسط. المؤسف ان عدة انواع فريدة، كفقمة الراهب، والسلحفاة الخضراء، والسلحفاة الجلدية الظهر باتت معرضة للانقراض. يعتمد الملايين من سكان حوض المتوسط على البحر نفسه كمورد رزقهم، لتنوع ثروته البيولوجية ودور الصلة الذي يلعبه بين القارات الثلاث. غير ان قصر المسافة بين تلك الشعوب والاستعانة الكثيفة بالبحر في الصيد وتربية الاسماك والتنقيب عن النفط والغاز وشفط الرمول والحصى اضافة الى النقل البحري التجاري، شكلت ضغطا خانقا على البيئة البحرية المتوسطية. لذا يحتاج البحر المتوسط على الفور الى شبكة من المحميات البحرية من اجل الحفاظ على تنوعه البيولوجي وضمان صحته وإنتاجيته لبقاء اجيال المستقبله. المحميات للحماية ولمناسبة الذكرى الأولى للتسرّب النفطي على الساحل اللبناني، دعت «غرينبيس المتوسط» إلى توفير الحماية الجديّة والطويلة الأمد للبحر المتوسط من مختلف المخاطر التي تتهدده، وذلك عبر بناء شبكة من المحميات البحرية تشكل أداة أساسية لصون حياة ملايين الأفراد الذين يعتمدون في معيشتهم على البحر. وفي حين يتم العمل على التخفيف من حدة التسرب النفطي، تغيب أي محاولة لوقف الدمار الذي يلحق بالبيئة البحرية. وان شبكة المحميات البحرية هذه، والتي تغطي 40 في المئة من المياه الاقليمية اللبنانية يمكن ان تسمح بحماية مواقع بحرية قيّمة مثل مسارب المياه الجوفية الحارة، والمواطن التي تستخدمها السلاحف والأسماك في سياق هجرتها ووضع بيوضها. كما تسمح هذه المحميات للبنان بإدارة البيئة والموارد البحرية وفقاً للمبدأ الاحترازي ومقاربة الأنظمة البيئية. فهي تسنح بمراقبة الأنظمة البيئية البحرية بانتظام، وتصبح مخصصة للدراسات العلمية المرجعية، لا سيّما أن الحوض الشرقي من المتوسط يفتقر إلى مثل هذا الحيّز. تبرز الحاجة الى انشاء هذه السلسلة من المحميات البحرية الواسعة النطاق، التي تتحصن بحماية كاملة وتضم مجموع الانظمة البحرية المتوسطية، على غرار ما تفعله المحميات الوطنية على اليابسة.

فاطمة قاسم

السفير30-10-2007

No comments: